نقاء السريرة

موضوع: نقاء السريرة السبت أبريل 19, 2008 8:10 am

أخي المسلم, أختي المسلمة:
كثيرة جدا هي المصادر التي تتحدث عن فضائل الأعمال ومحاسن الأخلاق ولكن هل فكرنا يوما بمصدر حسن الخلق ونبع الأخلاق الفاضلة... إنه القلب السليم
إخوتي في الله إن سلامة الصدور وطهارتها من الغل والحقد والبغي والحسد هي عنوان السعادة في المجتمع عامة وفي الأسرة خاصة والحديث عن هذه القضية وهذا الخلق حديث مهم وتذكير لابد منه في وقت انشغل أكثر الناس بالظواهر واستهانوا بأمر البواطن والقلوب مع أن الله تعالى لا ينظر إلى الصور ولا إلى الأجساد، ولكن ينظر إلى القلوب والأعمال، ولأن الله تعالى قد علَّق النجاة يوم القيامة بسلامة القلوب: (يَوْمَ لا يَنْفَعُ مَالٌ وَلا بَنُونَ * إلاَّ مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ)[الشعراء:88، 89].
فكيف نحقق هذا المطلب العظيم وكيف نفوز بقلب سليم حقا ينجينا في الدارين الدنيا والاخرة بعيدا عن المواضيع الانشائية والشعارات الرنانة.
إن معظم المشاكل الأسرية يكون منشؤها صغيراً جداً ولكنها تتفاقم عندما يكون قلب أحد الزوجين غير صاف تجاه الآخر أو تجاه أحد أفراد الأسرة و تتأجج مكامن الشر في النفس البشرية في محاولة للانتقام للنفس واظهار عيوب الأخر والتركيز على سلبياته ثم يتكرر الأمر ويحاول أحدنا أن يتحين الفرصة للانتقام من الطرف الآخر والانقضاض عليه وتصبح الحياة جحيما لا يطاق بين أفراد الاسرة الواحدة وتصبح القلوب مليئة بالحقد والغيظ والعياذ بالله.
أيها الأحبة في الله إنه لحق علينا أن نجاهد انفسنا جهادا عظيما لكي نفوز بنعمة القلب السليم ويكون ذلك بالأمور التالية:
1-أن نروض أنفسنا على العفو والصفح وخاصة في حق أهلنا وأفراد أسرتنا حيث يقول تعالى( ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون) [الروم21.] فعلينا ان نحافظ على هذه الرحمة والمودة ونجاهد انفسنا من أجلها. إن الغيظ وقر ثقيل على النفس حين تكظمه وشواظ يلفح القلب ودخان يعمي البصيرة أما حين تصفح النفس ويعفو القلب فهو الانطلاق من ذلك الوقر والرفرفة في أفاق النور والبرد على القلب والسلام على الضمير ، هذا هو الشعور بالإحسان الذي يشعر به العبد المسلم وهو يصفح عن أخيه.قال تعالى(..وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنْ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ).اللهم طهر قلوبنا من الحقد والغل واجعلها يا ربي بيضاء نقية على أهلنا وذرياتنا وعلى جميع عبادك الصالحين وهب لنا من لدنك رحمة وأنت خير الراحمين.
2-أن نحارب مفهوم الثأر للنفس الذي هو مفتاح كل شر ولنعُلم أنفسنا أن من يعفو ويسامح هو الرابح ومما يساعد على هذا الأمر المداومة على الاستغفار والصلاة على النبي محمد في لحظات الشدة والحدة وفي القران الكريم آية عظيمة في هذا الشأن , قال تعالى( وَلا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ) [فصلت34] فهلا تتدبرنا وتعلمنا.
3-أن ندعو الله تعالى مخلصين أن يرزقنا الحب في أسرنا وأن يملأ بيوتنا حباً وطاعة وإيمانا فالحسد والبغض يورث القلب عداوة ويجعله اسوداً لا يعرف معروفاً ولا ينكر منكراً. يقول عليه الصلاة والسلام لا تقاطعوا ولا تدابروا ولا تباغضوا ولا تحاسدوا وكونوا عباد الله إخوانا" رواه مسلم "ولا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث ) رواه مسلم والبخاري
4- إن المؤمن الحق هو من يبذل الجهد للمرور على الماضي وفتح صفحة بيضاء نقية مع ابنه أو ابنته أو زوجه أو قريبه أو أي مؤمن كان على الدوام مهما تكررت الأخطاء ومهما تكرر إيذاء الناس له ولنتذكر دائما قول المصطفى عليه الصلاة والسلام( إن الله لا يمل حتى تملوا) والحذر الحذر من الهجر والقطيعة فإنه ممحقة عظيمة للحسنات. روى الإمام مسلم عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ (تُفْتَحُ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ يَوْمَ الِاثْنَيْنِ وَيَوْمَ الْخَمِيسِ فَيُغْفَرُ لِكُلِّ عَبْدٍ لَا يُشْرِكُ بِاللَّهِ شَيْئًا إِلَّا رَجُلًا كَانَتْ بَيْنَهُ وَبَيْنَ أَخِيهِ شَحْنَاءُ فَيُقَالُ أَنْظِرُوا هَذَيْنِ حَتَّى يَصْطَلِحَا أَنْظِرُوا هَذَيْنِ حَتَّى يَصْطَلِحَا أَنْظِرُوا هَذَيْنِ حَتَّى يَصْطَلِحَا)
5- الصدقة: فهي تطهر القلب، وتُزكي النفس، ولذلك قال الله تعالى لنبيه( خذّ مِن أموالِهم صَدَقَةً تُطَهِرُهُم وَتُزَكِيِهِم بِهَا) [ التوبة 103 ], وقد قال النبي عليه الصلاة والسلام: ( داووا مرضاكم بالصدقة) [صحيح الجامع]. وإن أحق المرضى بالمداواة هم مرضى القلوب، وأحق القلوب بذلك قلبك الذي بين جنبيك.
6-حسن الظن: وأحق الناس بحسن الظن هم أهل بيتك ومن تعول ويكون حُسن الظن بحمل الكلمات والمواقف على أحسن المحامل:قال عمر: لا تظن بكلمة خرجت من أخيك المؤمن شرًّا، وأنت تجد لها في الخير محملاً. وقال الشافعي: من أراد أن يقضي له الله بخير فليحسن ظنه بالناس.
7- افشاء السلام وذلك بأن يكون نابعا من القلب لا مجرد كلمات تخرج من الأفواه وتخالفها القلوب قال رسول الله) والذي نفسي بيده، لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا، ولا تؤمنوا حتى تحابوا، أولا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم؟ افشوا السلام بينكم) رواه الإمام مسلم فليكن ديدننا في أسرنا أن نبدأ بالسلام دومًا كلما أردنا أن نصفي صدورنا ونزيل غبارا تعلقت في قلوبنا تجاه أهلنا .
أخي في الله إن سلامة الصدر تورث في القلب حلاوة عظيمة لا يعلمها إلا من جربها كما أنها أداة عظيمة للتعامل مع المشاكل الأسرية وإرساء الحب والمودة حيث أن سليم القلب يكون أبعد نظرًا وأكثر مناصفة للحق وليكن شعارنا دائمًا بين أهلينا ومع ازواجنا حديث رسول الله عليه الصلاة والسلام( خير الناس ذو القلب المحموم واللسان الصادق , قيل ما القلب المحموم ؟ قال هو التقي النقي الذي لا إثم فيه ولا بغي ولا حسد, قيل فمن على أثره؟ قال الذي يشنأ الدنيا ويحب الآخرة , قيل فمن على أثره؟ قال مؤمن في خلق حسن) [ رواه بن ماجة].كما أن سلامة الصدر سببٌ من أعظم أسباب قبول الأعمال الصالحة وقد أخبر الله تعالى عن حال أهل الجنة فقال وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمُ الأَنْهَارُ) [الأعراف43 ] , (وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ إِخْوَاناً عَلَى سُرُرٍ مُتَقَابِلِينَ) [ الحجر47].
والأن ألا يستحق الأمر منا خطوة إلى الأمام لكي نلقى الله يوم القيامة بقلب سليم يرضى به عنا...فلنتفكر بلحظة صدق عن ما يجول في اعماقنا تجاه أزواجنا أو ابنائنا أو كل من له علاقة بنا.. فلنحاول أن نسامح ونصفح ونعفو.. فلنحاول أن ندعو الله لهم بالهداية والخير...فلنحاول أن نفوز بسرائر نقية تقية.
انشرها في اسرتك جزاك الله خيراً

موضوع: رد: نقاء السريرة الأحد أبريل 20, 2008 7:26 pm

-

شكراا أختي إيمان على الموضوع المميز

شكرا الكم على المرور

موضوع: رد: نقاء السريرة الخميس مايو 08, 2008 1:53 pm

شكراا أختي إيمان على الموضوع المميز